إلى المشاركين في المؤتمر الدولي "الأعمال المتعلقة بالألغام - الطريق إلى أهداف التنمية المستدامة"
إلى المشاركين في المؤتمر الدولي "الأعمال المتعلقة بالألغام - الطريق إلى أهداف التنمية المستدامة"
26 مايو 2023 ، 13:52
الوفود الأعزاء!
أرحب بكم ترحيبا حارا بمناسبة افتتاح المؤتمر الدولي تحت عنوان "الأعمال المتعلقة بالألغام - الطريق إلى تحقيق أهداف التنمية المستدامة."
موضوع مؤتمر اليوم ذو أهمية خاصة لأذربيجان والبشرية بشكل عام. تعد أذربيجان من بين الدول الأكثر تلوثًا بالألغام والذخائر غير المنفجرة في جميع أنحاء العالم بسبب السياسة المتعمدة التي تنتهجها أرمينيا.
في عام 2020 ، أنهت أذربيجان احتلال أرمينيا لأراضيها ، وحققت بلادنا انتصارًا تاريخيًا كنتيجة لحرب وطنية استمرت 44 يومًا. في أعقاب عدوان أرمينيا المستمر منذ 30 عامًا ، طُرد أكثر من مليون أذربيجاني من أراضيهم الأصلية وتعرضوا للتطهير العرقي. بينما دمرت مدننا وقرانا بالأرض وأبيد التراث التاريخي والثقافي والديني لشعبنا عمدا.
وفقًا للتقديرات الأولية ، لم تتوقف أرمينيا عند هذا الحد وزرعت أكثر من 1.5 مليون لغم عبر أراضينا طوال فترة الاحتلال. منذ انتهاء حرب كاراباخ الثانية ، سقط 302 مواطن أذربيجاني ضحية انفجار الألغام ، توفي 57 منهم ، وأصيب 245 بجروح خطيرة. إجمالاً، منذ بدء العدوان العسكري لأرمينيا على أذربيجان ، عانى ما يقرب من 3400 من مواطنينا من الألغام ، وفقد 587 حياتهم. 358 من ضحايا الألغام من الأطفال و 30 من النساء. زرعت أرمينيا الألغام على طول الطرق خلف خط التماس السابق ، والمقابر ، والمنشآت المدنية الأخرى ، مما زاد من الزيادة اليومية في عدد ضحايا انفجار الألغام. إن تهديد الألغام الذي تواجهه أذربيجان يمكن مقارنته برعب أسلحة الدمار الشامل.
لقد بدأ العمل التنموي الواسع النطاق على الفور في أراضينا المحررة لضمان عودة طوعية وآمنة وكريمة لمواطنينا الذين طردوا من ديارهم. بينما نتحدث ، يتم إعادة بناء البنية التحتية بأكملها التي دمرت أثناء الاحتلال ، ويتم تشييد المدن والقرى في كاراباخ وشرق زانجيزور ، المُعلنة كمنطقة طاقة خضراء. بعض أعمالنا المكتملة واضحة ؛ لقد شاهدتهم ذلك أثناء زيارتكم لأذربيجان.
وللأسف، واصلت أرمينيا زرع الألغام عبر أراضي أذربيجان بعد انتهاء الصراع باستخدام طريق لاتشين. تم اكتشاف أكثر من 2700 لغم مضاد للأفراد أنتج في أرمينيا في عام 2021 في أراضينا.
فإلى جانب تأخير أعمال الترميم وإعادة الإعمار التي يتم تنفيذهاهناك ، فإن تلوث أراضينا بالألغام يعرض حياة شعبنا لخطر شديد. إنه يعيق إعمال حقوق مئات الآلاف من المشردين داخلياً الذين يتوقون إلى العودة إلى ديارهم لسنوات عديدة.
تعتبر إزالة الألغام للأغراض الإنسانية من بين أولويات الدولة الرئيسية في أذربيجان. أسس تلك السياسة القائد الوطني للشعب الأذربيجاني ، حيدر علييف ، الذي نحتفل بعيده المائة هذا العام. بفضل الرؤية الإستراتيجية للقائد العظيم وبعد نظره وسياساته الحكيمة ، تم إنشاء الوكالة الوطنية الأذربيجانية لمكافحة الألغام - ANAMA قبل 25 عامًا. في الوقت الحاضر ، ANAMA هي الوكالة الرائدة التي تجري إزالة الألغام للأغراض الإنسانية في البلاد.
على الرغم من حجم وتعقيد مشكلة الألغام التي نواجهها والطريق الطويل الذي ينتظرنا ، فقد حشد بلدنا كل موارده للتغلب على هذه المهمة في أقرب وقت ممكن. اليوم ، يتم تنفيذ جهود إزالة الألغام في أذربيجان باستخدام أحدث التقنيات المتاحة في جميع أنحاء العالم وأكثرها تقدمًا. يجري العمل باستمرار لتعزيز إمكاناتنا الوطنية لإزالة الألغام ، وقد نمت قدراتنا بشكل كبير في هذا الاتجاه في العامين الماضيين.
يجب أن أشير إلى أن أكثر من 90 بالمائة من أنشطة إزالة الألغام يتم تمويلها من خلال مواردنا الوطنية. في غضون ذلك ، نتعاون بشكل مثمر مع شركائنا الأجانب في هذا المجال ونشعر بالامتنان للدول والمنظمات الدولية التي تدعمنا. وللأسف ، وبالنظر إلى الصورة العامة ، لا يزال مدى الدعم الأجنبي متواضعا.
تعتبر أذربيجان جهود إزالة الألغام مرتبطة ارتباطًا مباشرًا بالتنمية المستدامة والدائمة ، مع الأخذ في الاعتبار التأثير الهائل للأراضي التي تم إزالة الألغام منها على رفاهية وتقدم شعبنا وأهميتها من منظور أوسع لتنمية بلدنا. هذا هو سبب إعلان إزالة الألغام للأغراض الإنسانية رسمياً الهدف الثامن عشر للتنمية المستدامة في أذربيجان.
بينما تتصدى أذربيجان لمشكلة إزالة الألغام ، فإنها تساهم على الصعيد العالمي في عملية إزالة الألغام للأغراض الإنسانية. نظرًا لتزايد عواقب الحروب والألغام في جميع أنحاء العالم ، فقد اقترحنا إنشاء إزالة الألغام للأغراض الإنسانية باعتبارها الهدف الثامن عشر للأمم المتحدة من أهداف التنمية المستدامة. يجري العمل أيضًا داخل حركة عدم الانحياز، حيث نتولى الرئاسة ، لتشكيل "مجموعة مماثلة من الدول المتأثرة بالألغام".
مؤتمر اليوم هو فرصة مواتية لمواجهة التحديات والإمكانيات المتعلقة بمشاكل الألغام في جدول الأعمال العالمي وتبادل الخبرات الرائدة في هذا المجال. أعتقد أن المناقشات في هذا المؤتمر ستؤدي إلى حشد الجهود المشتركة في إزالة الألغام وصياغة أفكار ومبادرات جديدة من أجل ازدهار البشرية وترك إرث عالم خال من الألغام للأجيال القادمة.
أطيب تمنياتي وأتمنى للمؤتمر كل النجاح.
إلهام علييف
رئيس جمهورية أذربيجان
باكو ، 26 مايو 2023
